الجمهورية التونسية
وزارة الشؤون الثقافية

مستجدات
 > مستجدات

من الواقع الافتراضي إلى اللباس التقليدي: تلاميذ سيدي عامر يعيشون التراث.

|   حدث

في إطار الدورة الرابعة والثلاثين لشهر التراث، وضمن مواصلة فعاليات تظاهرة "تراثي في مدرستي"، احتضنت مدرسة سيدي عامر بالرقاب من ولاية سيدي بوزيد، يوم 2 ماي 2025، المحطة الثالثة من سلسلة التظاهرات المخصصة للاحتفاء بالتراث التونسي الأصيل. وقد نظّمت هذه الفعالية وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية، بالشراكة مع المعهد العالي لإطارات الطفولة بقرطاج درمش، والمندوبيتين الجهويتين للتربية والشؤون الثقافية بسيدي بوزيد، بالإضافة إلى المعهد الوطني للتراث، بهدف ترسيخ الثقافة التراثية في الوسط المدرسي وتعزيز وعي الناشئة بأهمية حفظ الذاكرة الجماعية.

شهدت التظاهرة حضور عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم السيدة بسمة غانمي، المندوبة الجهوية للشؤون الثقافية، والسيدة صفية ظاهري، رئيسة مكتب وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية بسبيطلة، والسيد محمد العربي حمادي، مدير المرحلة الابتدائية بالمندوبية الجهوية للتربية، والسيد عادل جابلي، مدير دار الثقافة بالرقاب، إلى جانب عدد من أعضاء المجلس الجهوي.

انطلقت التظاهرة بعرض تعريفي بأهداف المبادرة، والتي تسعى إلى تقريب التراث من التلاميذ بأسلوب مبسّط وعصري يُعزّز لديهم روح الانتماء والفخر بالهوية التونسية.
تميّزت الفعالية بتجربة رقمية مبتكرة، تمثّلت في جولات افتراضية داخل أبرز المواقع والمعالم الأثرية التونسية، عبر استخدام تقنية الواقع الافتراضي (Casque VR) التي وفّرتها الوكالة. وقد لاقت هذه المبادرة إعجابًا كبيرًا من قبل التلاميذ، حيث مكّنتهم من استكشاف معالم وطنهم بطريقة جديدة ومشوقة.

كما شهدت التظاهرة تنظيم ورشات حية وفقرات تنشيطية تمحورت حول التراث المحلي لجهة سيدي بوزيد، قدمتها طالبات ماجستير من المعهد العالي لإطارات الطفولة بقرطاج درمش، حيث تناولن جوانب من التراث المادي واللامادي، في إطار تربوي تفاعلي أتاح للتلاميذ التعرّف على موروثهم الثقافي عن قرب.

وقد أضفى الطابع التقليدي للأزياء التي ارتداها الأطفال جوًا احتفاليًا أصيلًا، عكس تنوّع وثراء التراث التونسي، وعزّز من الأجواء الوجدانية التي ربطت الناشئة بثقافتهم وهويتهم.
عبّر الإطار التربوي والتلاميذ وأولياؤهم عن سعادتهم ورضاهم عن هذه التظاهرة، لما حملته من أبعاد تثقيفية وترفيهية، معتبرين إياها تجربة فريدة تسهم في ترسيخ التراث في الحياة المدرسية.
واختُتمت الفعالية بزيارة ميدانية إلى مقام الولي الصالح سيدي عامر، حيث تعرّف التلاميذ على الموقع الأثري المجاور الذي يضم مباني تاريخية تعود إلى الحقبة الرومانية، من أبرزها معصرة رومانية قديمة، مما أضفى بُعدًا معرفيًا وتجريبيًا ثمينًا على التظاهرة.

تأتي هذه المبادرة في إطار رؤية وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية الهادفة إلى جعل المدرسة فضاءً حاضنًا لقيم الهوية الوطنية، ومختبرًا حيًا لترسيخ الوعي بالتراث في نفوس الأجيال الناشئة، من خلال الدمج بين الوسائل التكنولوجية الحديثة والتربية على المواطنة. ومن المنتظر أن تحتضن مدرسة سيدي مشرق بولاية بنزرت المحطة المقبلة من التظاهرة يوم 6 ماي 2025.

 

Powered by Web Design