في قلب دوز، عروس الصحراء، ينبض متحف الصحراء بروح الأصالة وجمال الجنوب التونسي، حيث تلتقي الألحان مع إرث موسيقي غني، مُحييةً أجواء ساحرة ضمن المحطة السادسة من تظاهرة "المتاحف تغني". هذه الفعالية التي أقيمت يوم الخميس 31 أكتوبر 2024، نظمتها وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية، بالتعاون مع المعهد الوطني للتراث للتّراث والإدارة العامّة للتّراث وإدارة الموسيقى والرّقص بوزارة الشّؤون الثقافيّة والمؤسّسة الوطنيّة لتنمية المهرجانات والتّظاهرات الثّقافيّة والفنّية. بهدف إبراز الموروث الموسيقي المحلي وتعزيز دور المتاحف التونسية.
شهد الحدث حضور السيد عبد السلام دحمان معتمد دوز الجنوبية والسيدة ليليا الورفلي، مديرة إدارة الموسيقى والرقص بوزارة الشؤون الثقافية، والسيد معز خليّف، المندوب الجهوي للشؤون الثقافية بقبلي والسيدة رانيا العابد، المندوبة الجهوية للشؤون الثقافية بتوزر والسيدة نعيمة الهدار، المندوبة الجهوية للشؤون الثقافية بمدنين، والسيّد فرج صفيفير، المندوب الجهوي للشؤون الثقافية بتطاوبن وعدد من إطارات الوكالة والمؤسسات الثقافية، ليكونوا شهودًا على لقاء استثنائي جمع بين تراث الجنوب الموسيقي والشباب المبدع القادم من مختلف المعاهد الجهوية للموسيقى والرقص بقبلي، مدنين، توزر وتطاوين.
وفي أروقة المتحف، قدّم هؤلاء الشباب أغانٍ خالدة لعباقرة الفن في الجنوب الذين تغنوا بالصحراء والبادية والأم والحبيبة فشكلوا لوحات موسيقية تجلّت بأصوات متألقة وبروح منسجمة فاقت التوقعات وأسرَت قلوب الحاضرين.
وبقيادة المايسترو المبدع بولبابة كارم ، حضي التلاميذ القادمين من الولايات الأربع بفرصة التغنّي بتراثهم بشكل متناسق طربت له الأفئدة.
ووسط التصفيق والحماس المتأجج وعلى أنغام الأغاني التراثية، رسم الجمهور لوحة من التفاعل الحي، مشاركين العازفين فرحتهم، مما أضفى على الأمسية لمسة استثنائية من الأصالة والجمال. ثم اختتمت الفعاليات بتكريم المندوبية الجهوية بتوزر لكل المنظمين والمعاهد المشاركة.
كما نذكر محبّي التاريخ أنّ متحف الصّحراء بدوز الذي احتضن هذه الأصوات، يعرض أنماط الحياة التقليدية لقبائل البدو الرحل في صحراء نفزاوة بالجنوب التونسي، بدءًا بمعلومات تاريخية وجغرافية، ثم تسليط الضوء على رمزية الجمل وأنواع غذائه، وأخيرًا عرض ملامح الفرس والفارس من خلال قطع إثنوغرافية مثل لباس الفارس وسرج الحصان.
ونشير إلى أن تظاهرة المتاحف، تسلط الضوء على قيمة التراث الموسيقي المتنوع في تونس، ساعيةً للتعريف به وحفظه من أجل الأجيال القادمة، وتدعيم دور المتاحف كمنارات ثقافية تُعزّز الإحساس بالانتماء إلى هذا الموروث الفريد.
أخيرا، ندعوا جميع عشاق الموسيقى للقاء قادم مع سحر الألحان والتراث ضمن محطة أخرى من "المتاحف تغني" يوم غد الجمعة، غرّة نوفمبر 2024، في المتحف الأثري بنابل