الجمهورية التونسية
وزارة الشؤون الثقافية

تظاهرات
 > تظاهرات

اختتام تظاهرة "المتاحف تغنّي" بالمتحف الأثري بسوسة

|   حدث

في سوسة، جوهرة السّاحل، اختتمت تظاهرة "المتاحف تغني" مساء اليوم ،السبت 2 نوفمبر 2024 ،في المتحف الأثري بسوسة، التي تنظّمها وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية، بالتعاون مع المعهد الوطني للتراث والإدارة العامة للتراث، وإدارة الموسيقى والرقص بوزارة الشؤون الثقافية، والمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية. جاء الحفل تتويجاً لجهود تسلّط الضوء على أصالة التراث الموسيقي التونسي وتنوعه، تفاعل مع الأجيال الشابة داخل أسوار المتاحف، عبر مشهد موسيقي رائع جمع بين عبق الماضي وإبداع الحاضر.
كان ذلك بحضور السيدة ربيعة بالفقيرة، المديرة العامة المكلّفة بتسيير وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية والسيدة ليليا الورفلي، مديرة إدارة الموسيقى والرقص بوزارة الشؤون الثقافية، و السيدة هاجر الكريمي مديرة المتاحف، والسيدة جليلة عجبوني، المندوبة الجهوية للشؤون الثقافية بسوسة والسيد شكري التليلي،المندوب الجهوي للشؤون الثقافية بالمنستير والسيد محمد رضا دربال،المندوب الجهوي للشؤون الثقافية بالمهدية والسيد عماد المديوني، المندوب الجهوي للشؤون الثقافبة بالقيروان والسيد طارق عبودة، الممثل الجهوي للوكلة عن جهة الساحل، وعدد من إطارات الوكالة والمؤسسات الثقافية المشاركة في التظيم.
في أرجاء متحف سوسة الكبير، اجتمعت أنامل المبدعين من مختلف المعاهد العمومية بولايات سوسة، المهدية، المنستير، والقيروان لتضفي على المكان أجواءً استثنائية، حيث تحوّل الفضاء إلى سمفونية حيّة تحكي قصص التاريخ العريق.
جسّدت هذه اللقاءات الفنية حكايات أثرية تعود لقرون، لتتداخل الألحان مع أصالة القطع المعروضة، وتروي من خلالها عبق الماضي ورونق التراث. كل جزء من المتحف استعاد نبض الحياة بفضل إبداعات شبابية جمعت بين الحداثة وروح التراث، في مشهد ثقافي يوحّد الزمان والمكان، ويعبر عن شغف أبناء تونس بحماية هويتهم وتراثهم الغني. وذلك بقيادة ثلّة من خيرة أساتذة الموسيقى بجهة الساحل والوسط ،وهم السيّد سامي الزهاني والسيّد ناصر العفريت والسيّد انيس بسباس.
قدم التلاميذ المشاركون وصلات غنائية ثرية من تراث السّاحل والوسط، جسّدوا من خلالها سحر ولاياتهم وما يميّزها، مما أخذ الجمهور في رحلة ثقافية عبر الولايات الأربع. فتحوّل المتحف إلى مسرح مفتوح يعانق أصالة التراث بروح معاصرة.
ونذكّر محبّي التاريخ أنّ المتحف الأثري بسوسة يضم ثاني أكبر مجموعة من الفسيفساء في تونس بعد متحف باردو، أغلبها من مقاطعة البيزاكيوم الساحلية، وتمتد من العهد الروماني إلى البيزنطي. تشمل اللوحات مشاهد أسطورية وشخصيات خرافية ومواضيع من الحياة اليومية. بالإضافة إلى الفسيفساء، يحتوي المتحف على أعمال نحت رخامية من العهد الإمبراطوري الروماني وأثاث جنائزي فريد من الحقبتين الفينيقية والبونية، مما يجعل التجول بين أروقته تجربة تأملية تغوص في عمق تاريخ المدينة وتأثيرها في محيطها المتوسطي. فلا تفوّتوا فرصة زيارته.
ونشير في الختام إلى أن تظاهرة "المتاحف تغني" تأتي بتنظيم من وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية، بهدف الترويج للمتاحف عبر الموسيقى وتعزيز روح الانتماء لدى الأجيال الناشئة. وتسعى الوكالة بشكل مستمر لإقامة مثل هذه الفعاليات داخل المتاحف والمواقع الأثرية، إيماناً منها بأهمية دمج الفنون مع التاريخ لإحياء التراث وتقديمه بطريقة مبتكرة وجاذبة تسهم في نشر الوعي الثقافي والحفاظ على الهوية الوطنية.

Powered by Web Design