الجمهورية التونسية
وزارة الشؤون الثقافية

تظاهرات
 > تظاهرات

هُنّ في ذاكرة المدينة"... يوم دراسي يحتفي بالمرأة في مركز تقديم تاريخ ومعالم مدينة تونس.

|   حدث

في إطار الدورة الرابعة والثلاثين لشهر التراث، نظّم مركز تقديم تاريخ ومعالم مدينة تونس، يوم الخميس 24 أفريل 2025، يومًا دراسيًا مميزًا تحت عنوان "هُنّ في ذاكرة المدينة"، وذلك بالشراكة مع جمعية المدن التاريخية التونسية والمتوسطية، بمقر المركز بالقصبة، وبمشاركة ثلة من الأكاديميين والمختصين في التاريخ.

جاء تنظيم هذه التظاهرة بهدف إبراز الدّور المحوري الذي اضطلعت به المرأة التونسية في الفضاءات الحضرية عبر التاريخ، واستحضار مساهماتها المتنوعة في بناء الهوية الثقافية والاجتماعية للمدينة العتيقة، مع تثمين حضورها الرمزي والمعماري في الذاكرة الجماعية.

تضمّن هذا اللقاء العلمي جملة من المداخلات القيّمة قدّمها أساتذة جامعيون، تناولت أدوار المرأة في التاريخ الحضري التونسي، على غرار سياسة البايات تجاه المرأة خلال الفترة الحسينية، وحمامات النساء، وغيرها من المواضيع التي كرّمت حضور المرأة في المدينة، وسلّطت الضوء على إسهاماتها الثقافية والاجتماعية في تشكيل النسيج العمراني والمعماري لتونس العتيقة.

وقد تلا ذلك افتتاح معرض فني للوحات مستوحاة من صور نساء تونسيات، أبدع في رسمها عدد من الفنانين التشكيليين، وسط تفاعل لافت من الحضور.
كما قام المشاركون بجولة داخل أروقة المركز، رفقة السيدة ثريا العامري، المكلفة بتسيير مركز تقديم تاريخ ومعالم مدينة تونس لاكتشاف أبرز المعالم التي يغطيها المركز، والتعرّف على خلفياتها التاريخية والثقافية.
واختُتم اليوم بجولة ميدانية في المدينة العتيقة، استكشفت معالم تراثية ذات صلة بالذاكرة النسائية، على غرار حمام دولاتلي، الزوايا، التكيات، وبيوت مثل دار البناني (أم هاني)، دار جواد، دار للا العربيّة، والسيدة عجولة، إلى جانب معلم عزيزة عثمانة، أيقونة العمل الخيري النسوي في تونس.

وقد شكّلت هذه التظاهرة مناسبة فكرية وثقافية ثرية، ساهمت في إعادة الاعتبار لدور المرأة في تشكيل تاريخ المدينة، وأكدت على أهمية قراءة الذاكرة الحضرية من زاوية جندرية تُنصف الحضور النسائي، وتُعزّز الوعي الجماعي بضرورة صون هذا التراث غير المادي في سياق تحوّلات المدينة المعاصرة.

 

Powered by Web Design