في إطار اختتام تظاهرة "الثّورة التونسيّة برؤى ثقافيّة" التي نظّمتها وكالة إحياء التّراث والتّنمية الثّقافية بمتحف المهدية بالتعاون مع المعهد الوطني للتّراث والمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بالمهدية ودار الثّقافة بالمهديّة، ووحدة تنشيط الأحياء بالمهدية، احتفالا بالذكرى السنويّة لثورة 17 ديسمبر 2010، بحضور السيّدة لبنى رضا،معتمدة المهدية والسيًّد ياسين حرباوي، مدير دار الثقافة بالمهدية وعدد من إطارات وأعوان المعهد الوكالة إلى جانب مجموعة من التلاميذ وممثلين عن المجتمع المدني.
افتتحت الفعاليّات بأداء تحيّة العلم أمام المتحف، ثم انطلقت الندوة الفكريّة بعنوان "أوجه التّشابه والإختلاف بين ثورة 1864 وثورة 2010"، من تقديم الباحث في التاريخ المعاصر، السيّد بسام حمودة، والذي عرض خلالها رؤى تاريخيّة معمّقة حول ثورة علي بن غذاهم وثورة 2010، مركزاً على التّشابهات في دوافع وأهداف كل منهما، كما سلّط الضوء على الفروقات في السياقات الاجتماعية والسياسية التي صاحبت كل ثورة. وقد تخلّل هذه النّدوة نقاشات فكرية تبادل أثناءها الحضور رؤاهم وقراءاتهم تجاه الثورة.
وشارك الأطفال في ورشة الفنون التشكيليّة حيث قاموا بإنجاز معلّقة عملاقة جسّدوا فيها روح الثورة، ليتم عرضها داخل أروقة المتحف ولتكون شاهداً على تفاعل الفنّ مع الأحداث التاريخيّة الكبرى في تونس.كما استمتعوا أيضا بفقرة تنشيطيّة وترفيهية أمّنتها وحدة تنشيط الأحياء بالمهدية.
تميّزت الفعاليّات بتنوّعها الثقّافي والفكري، حيث جمعت بين العلم والفنّ، وجعلت من تاريخ تونس حياً في قلوب الحضور، مؤكدين على أهميّة مثل هذه الأنشطة الثّقافية الّتي تسهم في تعزيز الهويّة الوطنيّة وترسيخ قيم الثورة في ذاكرة الأجيال.