الجمهورية التونسية
وزارة الشؤون الثقافية

تظاهرات
 > تظاهرات

المتحف الأثري بنابل يحتفي بتظاهرة المتاحف تغنّي

|   حدث

من صحراء الجنوب الشامخة إلى درّة الشمال نابل، انسابت ألحان الموسيقى لتبعث الحياة في أجواء ساحرة لليوم السابع على التوالي، من تظاهرة "المتاحف تغني"، التي أُقيمت مساء الجمعة 01 نوفمبر 2024، بتنظيم من وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية، وبالتعاون مع المعهد الوطني للتّراث والإدارة العامّة للتّراث وإدارة الموسيقى والرّقص بوزارة الشّؤون الثقافيّة والمؤسّسة الوطنيّة لتنمية المهرجانات والتّظاهرات الثّقافيّة والفنّية، لتسلط الضوء على عراقة التراث الموسيقي التونسي وتنوعه، في إطار سعي دؤوب لتعريف الأجيال بهذا الموروث والحفاظ عليه.
كما تهدف هذه التظاهرة إلى ترسيخ دور المتاحف كمنارات ثقافية تُعزز الشعور بالانتماء إلى تاريخ ثري، جامع بين الأصالة والإبداع، وحاملةً رسالة تُذكّرنا بأهمية التراث في بناء هوية جماعية نابضة بالحياة.
وقد حضر هذا الحفل السيدة ربيعة بالفقيرة، المديرة العامّة المكلفة بتسيير وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية والسيدة سلوى الورتاني، عن ادارة الموسيقى والرقص بوزارة الشؤون الثقافية والسيدة نجوى الغربي، المندوبة الجهوية للشؤون الثقافية بنابل والسيد منجي عليّات، المندوب الجهوي للشؤون الثقافية بزغوان والسيدة أحلام حمدي، رئيسة مصلحة التظاهرات الثقافية بمندوبية السياحة بنابل وعدد من إطارات الوكالة والمؤسسات الثقافية المشاركة في إحياء التظاهرة.
في لقاء استثنائي جمع نخبة من الشباب المبدعين، ازدانت أروقة المتحف الأثري بنابل بأصوات شجية تغنت في مستهل العرض الأول بجمال بحر نابل وزهورها، من أداء طلبة المعهد العمومي للرقص والموسيقى بنابل تحت قيادة المايسترو ماهر الغلاب.
تخلل العرض جولة مؤطرة داخل المتحف، تميزت بمزيج متناغم بين الموسيقى وتاريخ المكان. أمام كل لوحة فسيفسائية، عزفت الآلات وتناغمت أوتارها مع تفاصيل الفسيفساء، حتى بدت الموسيقى وكأنها ترافق التماثيل، محولة المتحف إلى لوحة فنية غنية نابضة بالحياة.
وفي أجواء احتفالية مميزة، اختتمت الأمسية بعرض ثانٍ أبدع فيه طلبة المعهد الجهوي للموسيقى والرقص بزغوان، حيث تألقوا بأداء فني متكامل استعرضوا من خلاله جماليات مياه زغوان، وجبالها الخضراء، وتراثها العريق. وقدموا للجمهور لمسات من تراث العزوزية، حيث غنّوا بعض الأغاني الشعبية المعروفة بها ولايتهم والتي تعبّر عن روح المنطقة وأصالتها.
وقد تم تنسيق العرض بإشراف المايسترو عاطف زيّر، مما أضفى جواً فنياً زاد من تفاعل الجمهور وحماسهم، ليختتم الحدث بأجواء من الإعجاب والتقدير للأداء الرائع لهذا الموروث الموسيقي العريق.
نذكر المتابعين أنّ روعة الماضي تتجسّد في المتحف الأثري بنابل، الذي تأسس عام 1984، يستعرض قطعاً أثرية تعود إلى حقب تاريخية متعاقبة من منطقة الوطن القبلي. ويتميز المتحف بقسم خاص بالمعبد البوني الروماني المكتشف في ثينيسوت (بير بو رقبة) عام 1908، والمكرس للإلهين بعل/ساتورن وتانيت/كاليستيس. ويضم هذا القسم مجموعة نادرة من التماثيل الفخارية للآلهة تانيت، التي تتجسد في ثلاث هيئات مميزة: هيئة أفريقية بملامح الأسد، وهيئة شرقية بوقفتها فوق ظهر الأسد، وهيئة إغريقية رومانية كأم حانية تحمل طفلها، مما يعدّ أحد أروع الاكتشافات في الحضارة الفينيقية البونية.
ولمن فاتتهم هذه الأمسية، تبقى الفرصة متاحة للقاء آخر مع سحر الموسيقى والتراث، حيث تختتم تظاهرة "المتاحف تغني" فعالياته في المتحف الأثري بسوسة يوم السبت، 2 نوفمبر 2024، ليقدم أمسية أخرى من سحر النغمات وألق التراث الحي.

Powered by Web Design