في إطار الدّورة 33 لشهر التّراث (18 أفريل – 18 ماي 2024) الذي ينتظم تحت شعار "تراثنا: رؤية تتطوّر..تشريعات تواكب "ولتعميق الحوار حول الجوانب القانونيّة المتعلّقة بقطاع التّراث، احتضن المتحف الأثري بسوسة يوم الثلاثاء 13 ماي 2024 أولى فعاليّات الندوة العلميّة "اهتمامات تراثيّة ومقاربات تشريعيّة" وذلك بحضور كل من السيّد لطفي ندّاري، المدير العام لوكالة إحياء التّراث والتّنمية الثّقافية و السيّد طارق البكوش، المدير العام للمعهد الوطني للتّراث والسّيدة أسماء بن عبد الله، عميدة كلية الحقوق والعلوم السياسية بسوسة ومديرة مخبر البحث: الإدارة والتنمية والسّيد ثامر الغزّي الأستاذ بكليّة الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة والسّيدة بثينة بن حسين، مديرة مخبر البحث: إشتغال الأرض والتعمير وأنماط العيش بالمغرب القديم والوسيط ( كلية الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة)والسّيدة جليلة عجبوني المندوبة الجهوية للثّقافة بسوسة مع عدد من أعضاء مجلس نواب الشعب ورؤساء بعض الجمعيّات المهتمّة بالتّراث وعدد من إطارات الوكالة و المعهد الوطني التراث.
في كلمة الإفتتاح أكّد السيّد لطفي ندّاري المدير العام للوكالة بعد التّرحيب بالضّيوف، على أهميّة البرمجة التّي أعدّتها الوكالة في إطار الدّورة 33 لشهر التراث الّتي خصّصت للتّعريف بالمعالم الأثرية للبلاد ،كما قدّم لمحة عن الفقرات الّتي أثّثت هذه الدّورة من بينها تظاهرة "نفائس متحفيّة " و تظاهرة "تراثي الرّقمي في مدرستي" مثنيا على الأثر الجيّد الّذي خلّفته لدى الأطفال إضافة إلى المواطنين والإطارات التربويّة وعلى أنّ الهدف الأساسي لهذه الندوة هو مناقشة وتبادل الآراء حول الجوانب القانونيّة للتراث الثقافي والتاريخي من خلال دراسة الآليات والتّشريعات المتعلقة بهذا الموضوع .
تلى ذلك كلمة السيّد طارق البكّوش ، الذّي أشاد بدوره بالتطرّق الجدّي لموضوع التّشريع الذي كان غائبا عن الدّورات السابقة لشهر التراث ، لما له من أهمية من أجل حماية التّراث.ثم كلمة السيّدة أسماء بن عبد الله، الّتي عبّرت عن سعادتها بحجم هذه الندوة كما تطرّقت إلى تأثّر التّراث بكل الميادين و المجلات الخاصّة والعامّة ممّا يدفع إلى تشجيع الإقتصاد البرتقالي كما تطرّقت إلى دور الدولة في صياغة دبلوماسيّة ثقافيّة بمستوى عالمي .جاءت على إثرها كلمة الأستاذ ثامر الغزّي،الّذي أعتبر انّ التّشريع عنصرا هاما من عناصر تثمين التّراث معتبرا أنّ النّدوة هي بادرة طيّبة من أجل ايجاد الحلول التي من شأنها حماية التّراث. كذلك كلمة السيّدة بثينة بن حسين، التّي شكرت القائمين على التّظاهرة على تشريك المخبر وعلى حسن اختيار شعار الدورة متمنّية أن تتجدّد هذه الشّراكة مع الوكالة بهدف حمايت التراث و تثمينه .
انطلقت الجلسة الحواريّة الأولى "التّصرّف في التّراث :الآليّات و التّشريعات " بادارة السيّد فتحي الجراي، و بمشاركة السيّد لزهر الجويلي، قاضي و أستاذ باحث في القانون و التّراث و خبير لدى منظّمات دوليّة و اقليميّة كذلك السّيد عبد اللطيف مرابط ، أستاذ متميز وعميد سابق لكلية الآداب والعلوم الإنسانيّة بسوسة ومدير سابق للإدارة العامة للتّراث بوزارة الشؤون الثّقافية و السيّدة رجاء بن عبد الله، مديرة الشؤون القانونيّة بوكالة إحياء التراث والتنمية الثقافيّة و السيّد نبيل قلالة، أستاذ متميز ومدير عام سابق للمعهد الوطني للتراث وممثل سابق لتونس في لجنة التراث العالمي حول التّشريعات والمعاهدات والاتّفاقيّات الدوليّة التي وقّعت عليها تونس عبر التاريخ والأهداف المنشودة منها . وقد فتح باب النقاش مع الحاضرين خاصة من ممثّلي المجتمع المدني المعنيين بالتّراث.
ثم استُأنفت الجلسة الحواريّة المسائيّة الثّانية "قطاع التراث و التنمية المستدامة"، بإدارة السّيد لطفي بالهوشات ، وبمشاركة كلّ من السّيدة نجيبة الزاير، قاضية. و مختصة في قانون التراث والسّيدة ليلى الدعمي، كاهية مدير بوكالة إحياء التراث و التنمية الثقافيّة مختصّة في التراث والسّيدة سامية حمّامي كاهية مدير بالإدارة العامّة للتراث بوزارة الشؤون الثقافية والسّيد نجيب بلزرق، باحث بالمعهد الوطني للتراث سابقا والسّيد كارم الدّاسي، جامعي ورئيس جمعية صيانة مدينة توزر ، حول التراث الثّقافي ودوره في المجال التّربوي والتّوعوي والتّرفيهي ومساهمته في مجال البحث العلمي وقطاع السّياحة و التّنمية المستدامة أيضا إمكانيّة توظيفه في الصّناعات الثّقافية مع توضيح بعض مفاهيم التّراث وأنواعه ونقائصه من الجانب القانوني .ثم دار النّقاش بين المجتمع المدني و المختصّين في مختلف المجالات في أجواء تفاعليّة ممتازة .
وفي ختام النقاش استمتع الحضور بعرض فيديو خاص لأهمّ التّظاهرات الّتي قامت بها وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية خلال الدورة 33 لشهر التراث.
نشير إلى أنّ فعاليات الندوة العلمية "اهتمامات تراثية و مقاربات تشريعية" تتواصل بالمتحف الاثري بسوسة يوم 14 ماي 2024.